عشبة تحاور الرمل للشاعر الامير عبدالعزيز الزراعي
أغلقْ نَوافذَ ما يُغريكَ يا وَجعُ ** ما زَالَ في جرحِنا للحُبِّ مُتَّسعُ..
إنَّا كَبُرنا عَلى أسفَارِنا فَمتى ** يا أرضُ نَطرَحُ مَنفَانا ونضطَجعُ..
مَا زَال يَحلُمُ بالإِنسانِ شَاطِئُنا ** كأنَّ بيضُ الأَمَاني فَوقَهُ بَجَعُ..
ولو تُقطِّعُنا أَموَاجُ لوَعَتِنا ** بالصّخرِ لابتَكَرتْ أَحلامُنا القِطَعُ..
بُحْ لي بما شِئتَ يا إِنسانُ إنَّ لنا ** جَرحاً يُشَارِكُنا النجوى ويستَمعُ..
وافتَح لهَذا المدَى سَطراً وقَافيَةً ** ليَدخُلَ الناس في المعنَى ويجتَمِعوا..
مَا أَوسَع الأَرض في نسيَانِها فمَتى ** قُلُوبُنا نحنُ تنَسَانا وتَتَّسِعُ..
ثَقَافةُ الرَملِ تمحو مَا يُجَاوِرُها ** ورَملُنا في أَقَاصي رُوحِنا يَقَعُ..
أرَى الحقيقَةَ وجهاً لاَ تحُيطُ به ** إلاَّ المَرايا التي بالحُبِّ تلَتمِعُ..
هُوَ التسَامُحُ نَهرُ الله في دَمِنا ** كُلُّ الّذينَ ارتَووا مِنْ نورِهِ سَطَعوا..
بِهِ يُحَاورُ هَذا الرَملُ عُشبَتهُ ** فِينَا ويَذبُلُ في إنسَانِنا الطَمَعُ..