الجمعة، 16 فبراير 2018


عشبة تحاور الرمل للشاعر الامير عبدالعزيز الزراعي أغلقْ نَوافذَ ما يُغريكَ يا وَجعُ ** ما زَالَ في جرحِنا للحُبِّ مُتَّسعُ.. إنَّا كَبُرنا عَلى أسفَارِنا فَمتى ** يا أرضُ نَطرَحُ مَنفَانا ونضطَجعُ.. مَا زَال يَحلُمُ بالإِنسانِ شَاطِئُنا ** كأنَّ بيضُ الأَمَاني فَوقَهُ بَجَعُ.. ولو تُقطِّعُنا أَموَاجُ لوَعَتِنا ** بالصّخرِ لابتَكَرتْ أَحلامُنا القِطَعُ.. بُحْ لي بما شِئتَ يا إِنسانُ إنَّ لنا ** جَرحاً يُشَارِكُنا النجوى ويستَمعُ.. وافتَح لهَذا المدَى سَطراً وقَافيَةً ** ليَدخُلَ الناس في المعنَى ويجتَمِعوا.. مَا أَوسَع الأَرض في نسيَانِها فمَتى ** قُلُوبُنا نحنُ تنَسَانا وتَتَّسِعُ.. ثَقَافةُ الرَملِ تمحو مَا يُجَاوِرُها ** ورَملُنا في أَقَاصي رُوحِنا يَقَعُ.. أرَى الحقيقَةَ وجهاً لاَ تحُيطُ به ** إلاَّ المَرايا التي بالحُبِّ تلَتمِعُ.. هُوَ التسَامُحُ نَهرُ الله في دَمِنا ** كُلُّ الّذينَ ارتَووا مِنْ نورِهِ سَطَعوا.. بِهِ يُحَاورُ هَذا الرَملُ عُشبَتهُ ** فِينَا ويَذبُلُ في إنسَانِنا الطَمَعُ..